فالله تعالى لم يزل متكلماً بمشيئته وإرادته بما شاء وكيف شاء بكلام حقيقي، حرف وصوت، ويسمعه من يشاء من خلقه، وكلامه عز وجل قول حقيقة على ما يليق بجلاله وعظمته. ومن الأدلة على ذلك: قول الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}[النساء:١٦٤] ، وقوله جل وعلا:{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} وقوله جل وعلا: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً}[الكهف:١٠٩] .
ومن الأدلة على ذلك من السنة: ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يقول الله عز وجل يوم القيامة: "يا آدم" فيقول: لبيك ربنا وسعديك. فينادِي"١" بصوت: "إنَّ الله يأمرك أنْ
"١" قال الحافظ العيني في "عمدة القاري"١٩/٦٨: "على صيغة المعلوم"أي أن الله تعالى ينادي آدم عليه السلام بصوت يسمع. وفي حديث عمران عند الترمذي في التفسير "٣١٦٩": "ذاك يوم ينادي الله فيه آدم، فيناديه ربه، فيقول: يا آدم ابعث بعث النار ... "، وقال الترمذي: "حسن صحيح"، وقال عبد القادر الأرنؤوط في تعليقه على جامع الأصول ٩/١٨٦: "وهو كما قال"، وقال الألباني في صحيح الترمذي: "صحيح".