للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- العدل عند الحكم فيهم وعند الحكم بينهم وبين المسلمين وبين بعضهم بعضاً عند وجودهم تحت حكم المسلمين"١"، قال الله تعالى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة:٨] ، ومعنى الآية: لا يحملنكم بغض قوم على أن لا تعدلوا عند الحكم فيهم أو بينهم وبين غيرهم، بل اعدلوا، فإن العدل أقرب إلى تقوى الله تعالى"٢"، والعدل إنما يكون بالحكم بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

٣- دعوتهم إلى الإسلام، فإن دعوة الكفار فرض كفاية على


"١" مصنف عبد الرزاق ١١/٣٢١ - ٣٢٤، المغني ١٣/٢٥٠، الوجيز ٢/٢٠١، ٢٠٢، الشرح الكبير مع الإنصاف ١٠/٤٩١ - ٤٩٣، مجموع فتاوى شيخنا عبد العزيز بن باز ٣/١٠٢٧ - ١٠٣٥.
"٢" تنظر: قصة عبد الله بن رواحة وعدله في اليهود لما عدل بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم في قسم ثمر خيبر، وكانوا أرادوا أن يرشوه، فقال لهم: "يا أعداء الله تطعموني السحت، والله لأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه -يعني النبي صلى الله عليه وسلم - على أن لا أعدل عليكم". فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض. وقد رواها ابن حبان في صحيحه "٥١٩٩" وغيره، وهي قصة ثابتة، وقد توسعت في تخريجها في رسالة "اليهود" تحت رقم "١٢٨، ١٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>