ولد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب سنة خمس عشرة بعد المائة والألف من الهجرة النبوية، في بيت أضاف إلى شرف النسب شرف العلم؛ فإن والده عبد الوهاب كان عالما ذا معرفة تامة بالحديث والفقه وغيرهما، قاضيا، وله أسئلة وأجوبة. ذكر ابن بشر في "عنوان المجد في تاريخ نجد" أنه اطلع عليها واستفاد منها. وسليمان والد عبد الوهاب كان فقيه زمانه متبحرا في علوم المذهب، قد انتهت إليه الرياسة في العلم، وكان علماء نجد في زمانه يرجعون إليه في كل مشكلة من الفقه وغيره، ذكر ذلك في صـ٧٢ وقال بعد ذكره "رأيت له سؤالات عديدة وجوابات كثيرة وصنف كتابا في المناسك" وذكر أنه - أي سليمان - كان معاصرا للبهوتي الحنبلي، وأنه اجتمع به بمكة المكرمة.
وذكر العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في ترجمته للإمام محمد بن عبد الوهاب نفس ما ذكره ابن بشر، قال "ووالده - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - هو مفتي تلك البلاد، وجده مفتي البلاد، وآثاره وتصانيفه وفتاواه تدل على علمه وفقهه، وكان جده إليه المرجع في الفقه والفتوى، وكان معاصرا للشيخ منصور البهوتي الحنبلي خادم المذهب، اجتمع به بمكة"٤.
وهكذا كان أعمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبناء أعمامه علماء أجلاء، كما اتصل