للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم أن يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيّ} ١ وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ٢. وقال تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ٣.

فصح أن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل، فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين، وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون أن لا يضيع منه وأن لا يحرف منه شيء أبداً، تحريفاً لا يأتي البيان ببطلانه، إذ لوجاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذباً وضمانه خائساً٤، وهذا لا يخطر ببال ذى مسكة عقل، فوجب أن الدين الذى أتانا به محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه، مبلغ كما هو إلى كل من طلبه ممن يأتي أبداً إلى انقضاء الدنيا. قال تعالى: {لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} ٥.


١ سور الأحقاف آية: ٩.
٢ سورة الحجر آية: ٩.
٣ سورة النحل آية: ٤٤.
٤ هو الذي فسد وتغير.
٥ سورة الأنعام آية: ١٩.

<<  <   >  >>