للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يزوجوه، ثم ذهب حتى نزل على المرأة، فبعث القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كذب عدو الله"، ثم أرسل رجلاً فقال: "إن وجدته حياً فاقتله، فإن أنت وجدته ميتا فحرقه بالنار"، فانطلق فوجده قد لدغ فمات، فحرقه بالنار فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار" ١.

وروى أبو بكر بن مردويه من حديث الوازعي عن أبي سلمة عن أسامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تقوّل عليّ مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار "٢ وذلك أنه بعث رجلاً فكذب عليه فوجد ميتاقد انشق بطنه ولم تقبله الأرض. فالله سبحانه لم يقر من كذب عليه في حياته وفضحه، وكشف ستره للناس بعد مماته.

وأما ما يرجع إلى المخبر به، فإنه الحق المحض، وهو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كلامه وحي، فهو أصدق الصدق، وأحق الحق بعد كلام الله، فلا يشتبه بالكذب والباطل على ذى عقل صحيح، بل عليه من النور والجلالة والبرهان ما يشهد بصدقه، والحق عليه نور ساطع يبصره ذو


١ حديث من كذّب عليّ متعمداً... أخرجه مسلم في صحيحه٨/٢٢٩، باب التثبت في الحديث، أبو داود٢/٢٨٧، ابن ماجة١/٩، البخاري١/٣٧، باب من كذّب عليّ متعمداً...
٢ صحيح البخاري١/٣٧، ولفظه "من يقل عليّ ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار".

<<  <   >  >>