بل ابتدأت كثير من السور بالتسبيح {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} ، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} . والتسبيح: هو التنزيه لله تعالى عن النقص.
وأثبت السلف بناءً على نصوص القرآن والسنة اتصاف الله تعالى بصفات الكمال، التي لا يشوبها نقص بوجه من الوجوه.
٢-التوحيد.
اليهود زعموا في كتابههم أن الله تعالى إلههم وحدهم دون الناس، ووصفوه في مواطن كثيرة من كتابهم أنه إله بني إسرائيل دون الناس. وفي هذا قالوا في سفر التكوين "٢٨/٢١" من قول يعقوب "يكون الرب لي إلهاً"، وفي سفر الخروج "٢٤/١٠" ورأوا إله إسرائيل، وفي "٢٩/٤٥" اسكن في وسط بني إسرائيل وأكون لهم إلهاً فيعلمون أني أنا الرب إلههم الذي أخرجهم من أرض مصر لأسكن في وسطهم أنا الرب إلههم"، وفي "٣٢/٣٧" فقال لهم هكذا قال الرب إله إسرائيل، وفي التثنية "١٠/١٤" هوذا للرب إلهك السموات وسماء السموات والأرض وكل ما فيها ولكن الرب إنما التصق بآبائك ليحبهم فاختار من بعدهم نسلهم الذي هو أنتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم.
فهذه النصوص ونحوها كثير يصفون بها الله تعالى أنه ربهم ومعبودهم، وأنهم شعبه دون الناس، وليس لأحد حق في عبادته سواهم.
أما النصارى فشأنهم شيء آخر من الشرك والكفر، وعبادة غير الله تعالى، وادعاء الولد.
أما القرآن فلا شيء فيه أظهر من التوحيد، ولا أصفى منه، وأنه رب العالمين، والواجب على الخلق كلهم عبادته وحده، وهو أول أمر في ترتيب القرآن، موجه إلى الناس كافة.