للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأب وأن هذا الإبن خرج من العدم مثل كل الخلائق حسب مشيئة الله وقصده١.

وشايع آريوس في دعوته العديد من الأساقفه، منهم أسقف نيقوميديه المسمى أوسابيوس وغيره.

وكان الإمبراطور "قسطنطين" في ذلك الوقت قد أبدى تعاطفاً قوياً تجاه النصارى ورفع عنهم الاضطهاد واهتم بشؤونهم٢ فهاله ما رأى من انقسام النصارى، وأدرك خطورة تلك الإنقسامات على دولته، والتي كان أخطرها ما كان بين أسقف كنيسة الإسكندرية الكسندروس وآريوس وأتباعه.

وكان الخلاف قد تطور بينهما وذلك بأن طلب أسقف الإسكندرية عقد مجمع في الإسكندرية للنظر في قضية آريوس ودعوته، فقرر ذلك المجمع قطع آريوس من الخدمه، وهذا جعل "آريوس" يخرج من الإسكندرية ويتوجه إلى آسيا حيث عقد في "بثينيه" بآسيا الصغرى مشايعوه من الأساقفة مجمعاً قُرِرَ فيه قبول آريوس وأتباعه وكتابة طلب إلى أسقف الإسكندرية برفع الحرمان الذي قرروه على "آريوس"٣.


١ انظر: كتاب تاريخ الفكر المسيحي (١/٦١٩) .
٢ يرى المؤرخ هـ. فيشر: أن أهداف قسطنطين من ذلك التقريب للنصارى كانت سياسية حيث رأى أن الديانة النصرانية تنتشر على حساب الأديان الأخرى، كما أنه أراد أن يكونوا عوناً له في القضاء على إمبراطور بيزنطه ليسينيوس. وهذا ما تحقق له فيما بعد وكان قسطنطين يعتبر نفسه الكاهن الأعظم للديانة النصرانية، وهو في نفس الوقت يجمع بين عبادة الشمس والإنتساب للنصرانية، ولم يسمح بتعميده إلا وهو على فراش الموت على مذهب آريوس وذلك سنة ٣٣٧م. انظر: (تاريخ أوروبا في العصور الوسطى) تأليف هـ. فيشر - ترجمة محمد زيادة ص ٦-٧.
٣ انظر: تاريخ الفكر المسيحي (١/٦٢١-٦٢٢) .

<<  <   >  >>