للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم إن مما سيكون من عجيب القدر والتقدير أن الذي هو أمل اليهود في السيطرة على العالم وزعيمهم الذي سيخُضِع العالم لهم سيأتي ولاقبل لأحد من الناس به، إلا أن الله عز وجل ادخر له عيسى بن مريم عليه السلام الذي لم يقبله اليهود لأنه لم يحقق لهم أطماعهم ولم يستجب لأهوائهم حيث سيكون على يديه الكريمتين هلاك ملك اليهود ورجائهم في السيطرة والغلبة، فبعد ظهور المسيح الدجال واتباع اليهود وأهل الضلالة له ينزل عيسى بن مريم عليه السلام كما قال عليه الصلاة والسلام "فينزل - يعني عيسى عليه السلام - عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين١ واضعاً كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه٢. فيطلبه - أي المسيح عيسى عليه السلام يطلب ويلحق المسيح الدجال- حتى يدركه بباب لد في فلسطين فيقتله.. " ٣.

فيكون بذلك دمار اليهود النهائي ودمار ملكهم على يدى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أولاً، ثم سائر المؤمنين من بعده حيث ستكون مقتله عظيمه يقتل بها جميع اليهود في فلسطين٤ والمسيح الدجال من أعظم البلايا والفتن على بني الإنسان فإنه مامن نبي إلا حذر أمته منه فقد روى عبد الله بن عمر أن


١ أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران.
٢ وذلك معناه والله أعلم أن كل من حوله يكونون من المسلمين ومن لم يكن مسلماً إما أن يسلم أو يموت.
٣ صحيح مسلم (٤/٢٢٥٣) من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه.
٤ سبق ذكر الحديث الذي ينص على قتل المسلمين لليهود ص٥٦.

<<  <   >  >>