للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال "إني لأنذركموه مامن نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه، تعلموا أنه أعور وإن الله تبارك وتعالى ليس بأعور"١.

وللدجال طاقات ومقدرة وقوة يفتن بها الناس ويدعو الناس إلى عبادة نفسه حيث سيزعم أنه رب وإله فمن تابعه نال مما معه من لذة الدنيا ومتعها، ومن خالفه أصابه بلاء وعناء وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام في بيان سرعته في السير في الأرض وماأُعْطِىَ من قوة "قلنا: يارسول الله وما إسراعه في الأرض، قال: "كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ماكانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل "٢.

فلهذه الفتن التي تكون معه يتبعه المنافقون وأهل الأهواء والكفار.

أما النصارى - فيبدو لي والله أعلم - أن أكثرهم سيكون من أتباع مسيح الضلالة المسيح الدجال وأنه سيكون فتنة عظيمة لهم. وذلك أن النصارى ينتظرون مسيحاً هو الرب والإله في زعمهم، فإذا جاء المسيح الدجال فإنه يدعي الربوبيه ومعه جنة ونار كما ورد في الحديث٣ فمن آمن به أدخله جنته


١ صحيح مسلم (٤/٢٢٤٥) .
٢ أخرجه مسلم في صحيحه (٤/٢٢٥٢) من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه.
٣ روى مسلم في صحيحه (٤/٢٢٥٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال "ألا أخبركم عن الدجال حديثاً ماحدثه نبي قومه إنه أعور وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار. فالتي يقول أنها الجنة هي النار".

<<  <   >  >>