للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضع نفسه لأجلنا".

٢- قال بولس في رسالته لكورنثوس (١/١٥/٣) "مات من أجل خطايانا حسب الكتب ".

وأيضاً في كورنثوس (٥/٢١) " إن الله جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه ".

وقال في رسالته لأهل أفسس (٢/١٦) " أسلم نفسه لأجلنا قربانا وذبيحة لله رائحة طيبة " ١.

ب- بيان بطلان أدلتهم وكلامهم في الفداء:

الأدلة التي أوردها النصارى لا قيمة لها ولا اعتبار في مسألة الفداء لعدة أمور.

أولاً: أن الإستدلال بما ورد في الأناجيل فرع عن ثبوت صحة تلك الأناجيل وسلامتها من التحريف، وقد سبق بيان حال هذه الأناجيل وأن النصارى لا يملكون أدلة لثبوتها.

ومثلها في الضعف الرسائل الملحقة بها، وبولس الذي كثر كلامه عن الفداء في رسائله، كلامه غير مقبول، لأنه لم يشاهد المسيح، ولم يسمع كلامه فما ذكره لم يسنده عن الحواريين ولم يبين مصدره فيه فهو من قبل نفسه.

ثانياً: أن جميع النصوص التي يذكرونها في الدلالة على أن الصلب وقع فداءاً للبشر ليس فيها نص واحد يعين الخطيئة التي يزعم النصارى أن الفداء كان لأجلها، وهي خطيئة أبينا آدم التي انتقلت في زعم النصارى إلى ابنائه بالوراثة، فجميع النصوص لا تعين هذا الأمر ولا تحدده، مما يدل على أنها من مخترعات النصارى


١ أورد هذه الأدلة صاحب كتاب "كفارة المسيح" ص ١٣٢-١٣٥.

<<  <   >  >>