للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ولكن لا أجسر أن أتناول الموضوع (يعني معنى الصلب) قبل أن أعترف بصراحة بان الكثير منه سوف يبقى سرا خفيا، ذلكم لأن الصليب هو المحور الذي تدور حوله أحداث التاريخ١؟! وياللعجب كيف أن عقولنا الضعيفة لا تدركه تماماً٢ ولابد أن يأتي اليوم الذي فيه ينقشع الحجاب وتحل كل الألغاز ونرى المسيح كما هو ... " ٣.

ثم يقول في أخر الكلام بعد فلسفة مطولة استغرفت عشر صفحات "ومن المدهش أن هذه القصة الخاصة بيسوع ابن الله الذي حمل خطايانا ليست محبوبة في عصرنا الحاضر، ويقال عن حمله خطايانا ورفعه قصاصها عنا إنه عمل غير عادل وغير أدبي وغير لائق ويمكن تحويله إلى سخرية وهزء. .. ثم قال:

وفوق الكل يجب أن لا ننسى "أن الكل من الله" نتيجة رحمته ونعمته المتفاضلة، فلم يفرض على المسيح قصاصاً لم يكن هو نفسه مستعداً له فإن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه" فكيف يمكن أن يكون الله في المسيح بينما جعل المسيح خطية لأجلنا؟. هذا ما لا أستطيع


١ ما هي أحداث التاريخ؟ إن قصد التاريخ النصراني. فنعم. وإن قصد تاريخ البشرية قبل المسيح وبعده فهي مبالغة ومجازفة مكشوفة.
٢ لاشك أن الكاتب لما أمعن النظر واستعمل عقله أدرك فساد تلك الدعوى وما فيها من الأمور الباطلة التي لا يستطيع العقل أن يقبلها فلهذا نجده بعد يلغي عقله ويحيل الأمر على مستحيل بالنسبة له لأن ما هو باطل اليوم وغير معقول سيبقى هكذا أبد الدهر.
٣ لعله يقصد أنه سيبقى سراً إلى أن يجيء المسيح مرة ثانية، فهل يليق أن يبقى الناس في عمى كل هذه الأزمان؟! ويلاحظ أن النصارى كلما عجزوا عن فهم عقيدة من عقائدهم صرحوا بأنه سر. وهذا منهم ذر للرماد في العيون.

<<  <   >  >>