للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآثام وهي الخطايا الماضية إذ التكفير من كفر أي ستر وغطى١ ولا يكون ذلك إلا فيما وقع وحدث.

ثانيهما: ما ذكره كثير من النصارى وهو تكفير خطيئة أدم عليه السلام التي انتقلت إلى ابنائه. هو إدعاء باطل كما سبق بيانه٢ وسيأتي زيادة لبيان أوجه البطلان أيضا٣.

وحقيقة قولهم في الفداء هو: أنهم اخترعوا هذه الفرية وادعوها بدون دليل من شرع أو عقل حتى يبرروا قضية الصلب التي اعتقدوها وآمنوا بها، ويرفعوا عن المسيح تلك السبة الشنيعة التي تلحقه بالصلب وهي اللعن٤، فادعوا أن الصلب هو الشرف الحقيقي وهو الهدف الأسمى من رسالة المسيح، وأنه لولا الصلب ما جاء المسيح٥ فأخذوا يدندنون حول هذا الأمر ويبحثون له عن الأوجه التي تجعله في حيز المقبول والمعقول.

إلا أن كلامهم في الحقيقة يزيد الأمر تعقيداً وإرباكا للقارئ والسامع وإليك مقتطفات من كلام ج. ر.و. ستوت في كتابه " المسيحية الأصيلة " في الموضوع حيث افتتح الكلام عن معنى الصليب بقوله:


١ قال في القاموس ص٦٠٥:"وكفر الشيء ستره كَكَفْرَه".
٢ انظر ص ٢٨٣.
٣ انظر ص ٢٨٨.
٤ انظر ص ٢٦٦.
٥ يقول صاحب كتاب المسيحية الأصيلة ص ١٠٥: " لا مبالغة في القول أن الشخص الرئيسي في الكتاب هو يسوع المسيح وأن الظاهرة الرئيسية في حياته كما يصورها الكتاب هي موته.. ثم يقول ص ١١٠: لأن الصليب رمز إيماننا ... لا نصرة بدون الصليب ولا مسيحية بدون الصليب".

<<  <   >  >>