فقوله "المعزى" المراد به الذي أجد به عزاءاً، وهذا لا ينطبق إلا على النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو الذي يجد عيسى عليه السلام به العزاء لأنه يبين الحق ويظهر الله على يديه الدين الذي لم يتمكن المسيح عليه السلام من إظهاره.
ثم إن الذي ذكر مكان هذا اللفظة وهي "المعزى" في الترجمات الأخرى عدا العربية هي لفظة "الفارقليط" اليونانية وقد بدَّله المترجمون في النسخ العربية إلى "المعزى" لأن معنى "الفارقليط" هو المعزى، ولكن الذي بينه "الشيخ رحمة الله الهندي" وغيره أن "الفارقليط" هو تحريف لكلمة "بيرقليط" التي تعني محمد أو أحمد، ولحسد النصارى وبغيهم حرفوا هذه الكلمة التي هي نص في اسم النبي صلى الله عليه وسلم في لغة اليونان، مع العلم أن النص اليوناني لإنجيل يوحنا أقل ما يقال فيه أنه ترجمة لما نطق به المسيح، لأن المسيح عليه السلام كان يتكلم الأرامية، وليس اليونانية، كما أن الواقع أن "المعزى" لا ينطبق إلا على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا معزى بعد المسيح إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ١، كما أن كل بشارة بأحد وردت على لسان المسيح عليه السلام إنما تنصرف باللزوم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه ليس بينهما نبي، وليس بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي.
بهذا يتضح أن الله ?? عز وجل قد أقام الحجة على اليهود والنصارى بما بين أيديهم يقرأونه ويرونه، لو كانوا يبصرون.
١ النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية (١٣٨-١٤٥) ، إظهار الحق (٤/١١٨٥) ، محمد في الكتاب المقدس ص ٢١٩.