للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخاتمة

هذا ما تيسر جمعه في هذه الدراسة عن تلك الديانتين اليهودية والنصرانية وقد تبين لنا من خلال ذلك عظيم ما جناه البشر بتحريف دين الله ? عز وجل المنزل فاستبدل اليهود الدين السماوي الهادي للحق والرشاد بدين عنصري يفيض جرأة ووقاحة على الله عز وجل، وطعناً وتنقصاً لأنبيائه ورسله، وحقداً وتربصاً بالبشرية جمعاء.

كما حرف النصارى الدين الذي أنزل على المسيح عليه السلام وغيروه من ديانة سهلة المعالم استوعبها عوام الناس وبسطاؤهم إلى ديانة معقدة مرتبكة لا تكاد تحيط منها بوجه، بل إن على كل من أراد الإيمان بها وقبولها عندهم أن يلغي عقله ويوقن أنه لا يمكن أن يؤمن إذا أراد أن يفهم، وأنه كلما تعمق فيها وحاول فهمها كلما استغلقت عليه وزادت حيرته واضطرابه، وما ذلك إلا لأنها خليط عجيب من أغلب الأفكار التي كانت سائدة في ذلك العصر والعصور التي تلت رفع المسيح عليه السلام.

فيتبين لنا من هذا عظيم رحمة الله ولطفه بالبشرية بإرسال الرحمة المهداة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الدين العظيم، وهو "الإسلام" الذي هو الحنيفية السمحة، دين إبراهيم الخليل ودين سائر الأنبياء عليهم السلام، وقد حقق الله عز وجل على يدي هذا النبي الكريم ما لم يكن تحقق على يد نبي قبله، فحفظ الله عز وجل له دينه ونشره في أصقاع الأرض وأظهره على الدين كله، وهدى به من كتب له السعادة وأعرض عنه من كتب عليه الشقاء.

وفي الختام. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يأخذ بيد المسلمين

<<  <   >  >>