للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يكون الذي ادعى أن تلك هي التوراة ألهمها عزرا هم الكتبة فيما بعد، فهم في هذا كاذبون، لأن عزرا لم يقل ذلك فيما نقلوا عنه.

وأدلة بطلان ذلك ظاهرة من ناحية بعد الزمان، وانقطاع السند، وفساد بني إسرائيل.

٥- أن نسخة عزرا وما دوَّنه عزرا لا يعلم على التحقيق مصيرها، وإنما بعد ذلك بما يقارب قرنين من الزمان كتبت النسخة السبعينية ولم يذكر من أي نسخة ترجمت، وادعاء أنها من حفظ الكهنة بعيد جداً إذ أن اليهود لا يحفظون كتابهم عن ظهر قلب، وليس فيهم من يدعي ذلك.

٦- أن النسخة العبرية والتي تنتمي إلى النص الماسوري لا تختلف عن الكتاب المترجم من ناحية أنها أخذت طريقة في الكتابة مغايرة للغة الأصلية التي كتب بها العهد القديم، مما يجعل ثبوت صحتها منوطاً بوجود النصوص الأصلية التي تتفق مع اللغة القديمة، حتى يمكن المقابلة عليها، وإلا تعتبر لا أصل لها يشهد لصحتها، فتكون بذلك مثلها مثل النسخة اليونانية.

٧- أن النص اليوناني والنص العبري للتوراة والعهد القديم لم يؤخذا من مصدر واحد بل من مصدرين مختلفين يدل على هذا اختلافهما في عدد الأسفار، حيث أن اليونانية ستة وأربعون سفراً، وأما العبرية الماسورية فهي تسعة وثلاثون سفراً، كما أن بينهما اختلافات كثيرة وعديدة مما يدل على أنهما من مصدرين مختلفين.

ومن خلال هذا يتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن العهد القديم كتاب ليس له أي سند تاريخي يثبت تسلسل نقله، وأنه تعرض لفترات عديدة من الضياع،

<<  <   >  >>