كتبت قبل الميلاد بثلاثة قرون، وأقربها عهداً ما كتب قبل الميلاد بقرن واحد، إلا أن هذه المخطوطات التي استولى على الجزء الأكبر منها كل من أمريكا، وبريطانيا، واليهود في فلسطين لم تكشف ولم تعلن حتى الآن، مما يجعل في الأذهان استفهامات عديدة حولها، وأنها تتضمن أمورا خطيرة، جعلت اليهود والنصارى يتفقون على عدم كشفها على غير عادتهم في الآثار التاريخية١.
ومن خلال هذا العرض التاريخي الموثق للتوراة يتبين ما يلي:
١- أن التوراة التي أعطيها موسى عليه السلام مكتوبة، والتي دونها، وكذلك التي دونها يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام فقدت، إما قبل عهد سليمان عليه السلام، أو بعده مباشرة.
٢- أن اليهود زعموا أنهم عثروا على التوراة زمن الملك يوشيا، وهو إدعاء يحتاج إلى العديد من الإثباتات لإعتقاد صحته.
٣- أن اليهود فقدوا ما ادعوا أنهم وجدوه زمن الملك يوشيا، وذلك بسبب تدمير بيت المقدس وما أعقب ذلك من سبي اليهود وتهجيرهم.
٤- أن عزرا أعاد لهم التوراة وكتبها فيما زعم اليهود، وإذا قبلنا كلام اليهود هذا فإن ذلك لا يعدوا أن يكون عملاً بشرياً، وإذا كان عزرا نسبه إلى الله عز وجل فهو كاذب في ذلك، لأن التوراة لم يدع أحد لا من اليهود، ولا من النصارى، ولا من المسلمين أنها أنزلت مرتين مرة على موسى، ومرة على عزرا.
١ انظر: التوراة بين الوثنية والتوحيد ص ٨٣-٨٧. المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم ص٢٦٤.