للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما النسخة اليونانية فهي ستة وأربعون سفراً حيث تزيد سبعة أسفار عن النسخة العبرية ويعتبرها النصارى الكاثوليك والأرثوذكس مقدسة.

أما النسخة السامريه فلا تضم إلا أسفار موسى الخمسة فقط١ وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط٢ وما عداه فلا يعترفون به ولا يعدونه مقدساً.

فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد، والكل يزعم أنه موحى به من قبل الله عز وجل، ويدعي أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل مع عدم القدرة على تقديم الدليل القاطع على صحة ما يدعيه، فذلك دليل على التحريف من قبل المتقدمين، وأن المتأخرين استلموا ما وصل إليهم بدون نظر في ثبوته أو عدم ثبوته، أو أن المتأخرين وصلتهم كتب عديدة ومتنوعة فأدخلوا ما رأوا أنه مناسب وذو دلالات مهمة، وحذفوا ما رأوا عدم تناسبه مع ما يعتقدون أو يرون، بدون أن يكون لهم دليل صحيح على إضافة ما أضافوا من الأسفار أو حذف ما حذفوا منها.

ثانياً: الاختلاف والتباين بين النسخ في المعلومات المدونة:

إذا قارنا بين النسخ الثلاث فيما اتفقت في ذكره من أخبار وقصص نجد بينها تبايناً شديداً واختلافاً كبيراً ومن الأمثلة على ذلك:

١- أن اليهود ذكروا تاريخ مواليد بني آدم إلى نوح عليه السلام ونصوا على عمر كل واحد منهم، وكذلك عمره حين ولد له أول مولود، وبعقد مقارنة بين أعمار من ذكروا حين ولد لهم أول مولود تتبين إختلافات واضحة بين


١ هذا حسب النسخة العربية التي ترجمها الكاهن السامري أبو الحسن اسحاق الصوري ونشرها د. أحمد حجازي السقا.
٢ ذكر هذا الدكتور/ سيد فراج راشد في كتابه "السامريون واليهود" ص١١١.

<<  <   >  >>