للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكره هو اعتقاد الوهابيين في النبي والأنبياء، وقاتل الله الكذابين وقاتل هذه الفرقة، فما يوجد على الأرض أكذب منها، ولا من يستحل الكذب والظلم والزور مثلها ...

واعتقاد الوهابيين في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه يجب على كل مسلم أن يعظمهم التعظيم المشروع كله أحياء وأمواتا، وأن يحبهم الحب الصادق العاقل أكثر من حبه لنفسه ولأهله وللناس أجمعين، وأن يعلم أنه لا نجاة له في أخراه وفي أولاه أيضاً إلا بطاعتهم واتباعهم والأخذ بهديهم واقتفاء آثارها أحياء وأمواتا، وأن يعلم أنهم هم وحدهم دون البشر -جميعا- وسلطات البلاغ المبين بين الله وبين عباده، وأن يعلم أنهم هم دون غيرهم المعصومون الذين افترض الله على البشر أن يطيعوهم وأن يصدقوهم في كل ما قالوا وما أخبروا، وفي كل ما نهوا وأمروا ... ) ١.

ثم يرد عليهم في موضع آخر من نفس الكتاب:

(وأما زعمه أنهم يمنعون تعظيمه عليه الصلاة والسلام، وأنهم يرونه كفراً وعبادة للأصنام، فمن الأكاذيب التي سيسود لها وجه مفتريها عند الله يوم تبلى السرائر، بل هم لا يشكون أن تعظيمه التعظيم المشروع هو أصل الإيمان والإسلام، ولا يشكون أن من لم يعظمه صلى الله عليه وسلم هذا التعظيم فليس بمسلم ولا مؤمن) ٢. ويقول في موضع ثالث منه:

(أما ما ذكره عن "خلاصة الكلام" تأليف شيخ الكذب دحلان من أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يقول إن العصا خير من الرسول، وأن ذلك كان يقول في حضرة الشيخ فيسمعه ويرضاه، فهذا كله وأمثاله من أرذل الأكذوبات وأرخصها، وأننا نتحدى هذا الرافضي وإخوانه، ونطلب إليهم جميعاً أن يسندوا شيئا من هذه الأقوال عن أحد الوهابيين، لا نطالبهم أن يسندوه عن الشيخ محمد، ولا عن عالم من علمائهم، فالمسألة أسمى من أن نطلب إليهم ذلك، بل إننا نطالبهم أن يسندوه عن جاهل من جهلائهم، وإلا فالكذب يقدر عليه أقل الناس عقلا وعلما وفهما، وإذا استعان الخصم على خصمه بالكذب والاختلاق فقد لجأ إلى ركن غير وثيق، وأخذ بسبب مقطوع، وباع نفسه وعلمه في سُوقٍ الكاسبُ فيها خاسِرٌ) ٣. ويقول الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي موضحاً حرصَ الشيخِ الإمامِ وأتباعهِ


١ ٢/٥٦.
٢ ٢/٦١.
٣ ٢/٦٦،٦٧.

<<  <   >  >>