للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: إنكار دعاء الموتى]

ساق خصوم الدعوة السلفية اعتراضا ثالثا على دعوة الشيخ الإمام، فذكروا أن الشيخ الإمام ينكر دعاء الموتى، وينكر الاستغاثة بهم، بل ويكفر من دعا الأموات واستغاث بهم.

وقبل أن نورد هذا الاعتراض بشيء من البيان والتوضيح، وما تضمنه من استدلالات الخصوم في جواز دعاء الموتى والاستغاثة بهم، فإن من المناسب أن نذكر بأن هذا الفصل يتداخل مع فصل تحريم التوسل، فهناك علاقة وارتباط بينهما، حيث إن مسألة الدعاء والاستغاثة تتصل بمسألة التوسل كما هو ظاهر في فصل تحريم التوسل.

ولذا فإن بعض المسائل والأفكار التي سبق ذكرها هناك- في فصل تحريم التوسل- ولها صلة بهذا الفصل، فإننا هاهنا نسوقها بإيجاز وإجمال، لكي يكتمل عرض أفكار هذا الفصل بصورة شمولية، وقد نضيف إليه ما يزيده بيانا ووضوحا.

وأفردت مسألة دعاء الموتى بهذا الفصل، نظرا لأهمية عبادة الدعاء ووجوب صرفها لله وحده، فالدعاء كما هو معلوم من أفضل الطاعات وآكد العبادات، وأعظمها شأنا، وأعلاها قدرا، وقد دل على هذا الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في هذا المقام:

(الدعاء عبادة من أجل العبادات، بل هو أكرمها على الله.. فإن لم يكن الإشراك فيه شركا، فليس في الأرض شرك، وإن كان في الأرض شرك، فالشرك في الدعاء أولى أن يكون شركا من الإشراك في غيره من أنواع العبادة، بل الإشراك في الدعاء هو أكبر شرك المشركين الذين بعث إليهم رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم يدعون الأنبياء والصالحين والملائكة ليشفعوا لهم عند الله، ولهذا يخلصون في الشدائد لله، وينسون

<<  <   >  >>