للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث: منع الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم١

أطلق الخصوم على الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، وأنصار دعوته شبهة منع الاستشفاع بمحمد صلى الله عليه وسلم فادعوا أن الشيخ الإمام وأتباعه من بعده يمنعون طلب الشفاعة من المصطفى صلى الله عليه وسلم وكذلك يمنعون طلبها من الأنبياء والصالحين.

وقبل الشروع في عرض هذه الشبهة ثم ردها، ينبغي أن ننبه إلى أن موضوع الشفاعة يرتبط -إلى حد كبير- بموضوع التوسل، لذا فهناك تداخل كبير بين هذا الفصل، وبين الفصل السابق -كما سيتضح أثناء عرض هذا الفصل-، إلا أنه مع هذا التداخل فهناك بعض المسائل التي يستقل بها موضوع الشفاعة عن موضوع التوسل، مما ناسب إفراده بهذا الفصل.

وقد تحدث خصوم هذه الدعوة عن شبهة منع الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم فادعوا أن الشيخ الإمام، وأتباعه من بعده يمنعون طلب الشفاعة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكذا سائر الأنبياء، والأولياء، وذكر الخصوم حجتهم في هذه المسألة، وسنورد أقوالهم -من خلال كتبهم-، وحججهم في هذا المقام.

يدعي القباني الفرق بين المشركين الذين اتخذوا الأصنام شفعاء لهم عند الله لتقربهم إليه زلفى، وبين المسلمين -كما زعم القباني- الذين يطلبون الشفاعة من الأنبياء والأولياء.

فليس سبب كفر مشركي العرب هو اتخاذ الأولياء شفعاء تقربهم عند الله زلفى، وإنما كان كفرهم بسبب اعتقادهم أن الملائكة والأولياء بنات وأبناء الله على حد دعوى


١ كان هذا الفصل ضمن شبهات، لأن مسألة الاستشفاع بمحمد صلى الله عليه وسلم من المسائل المجملة التي تحتاج إلى تفصيل وبيان، وسيتضح ذلك في ثنايا هذا الفصل. وانظر: تفصيلا لهذه المسألة في كتاب"شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي، ط الرابعة، المكتب الإسلامي بيروت، ص ٢٦١-٢٦٣.

<<  <   >  >>