للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية]

أورد خصوم الدعوة السلفية اعتراضا آخر على إحدى قضايا الدعوة، فادعوا أن الشيخ الإمام ابتدع أمراً جديداً، واستحدث شأنا منكرا، حين جعل التوحيد قسمين: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وفرق بين معانيهما.

وقد ساق الخصوم هذا التقسيم والتفريق بين التوحيدين في مقام الاعتراض والمخالفة للشيخ الإمام وأتباع دعوته، ولذا فإن اعتراضهم لا يخلو من تلبيس وتمويه وتزوير.

ويظهر أن سبب هذا الاعتراض من قبل الخصوم، هو اعتقادهم أن الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، بيده النفع والضر.. هو غاية التوحيد، فتوحيد الربوبية هو الواجب على المكلف، وليس معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله عندهم إلا بأن الله وحده هو القادر على الاختراع، فإذا كان توحيد الربوبية هو غاية التوحيد، وهو المطلوب من كل مكلف، فلا اعتبار إلى غيره، ولا نظر إلى ما عداه، ومن ثم رفض هؤلاء القوم هذا التقسيم واستنكروه، واعترضوا على الشيخ الإمام في ذلك.

ونورد اعتراضهم كما جاء مسطورا في كتبهم، ثم نتبعها بالمناقشة التي تكشف عن صحة ما قصده الشيخ الإمام وأتباعه من إيراد هذا التقسيم والتفريق، وأن تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية وألوهية هو تقسيم تثبته النصوص القرآنية، والأحاديث الصحيحة، وآثار السلف الصالح.

يسوق علوي الحداد هذا الاعتراض فيقول:

(توحيد الألوهية داخل في عموم توحيد الربوبية، بدليل أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على ذرية آدم، خاطبهم الله تعالى بقوله {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} ١ ولم يقل بإلهكم،


١ سورة الأعراف آية: ١٧٢.

<<  <   >  >>