للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بطون الحيوانات من الكلاب والخنازير، ولا من جميع المخلوقات الطيب منها والمستخبثات، ثم إن قولهم قد امتلأ العرش والكرسي أمر مستحيل في الفطر والمعقولات كما هو مستحيل في المنقولات. فأين يكون رب العرش والسماوات؟ فهو من أمحل المحال وأضل الضلال) ١.

ويورد محمد عطا الكسم وصفاً لمحمد صلى الله عليه وسلم:

(هو قطب الأقطان، فهو ممد لجميع الناس أولا وآخرا، فهو ممد كل نبي وولي سابق على ظهوره حال كونه بالغيب، وممد أيضا لكل ولي لاحق، فيوصله بذلك إلى مرتبة كماله في حال كونه موجوداً في عالم الشهادة) ٢.

وينقل حسن خزبك هذه الأبيات مقرراً لها:

فاكشف له كربة أودت بمهجته ... يا خير من كشفت عنا به الكرب

فما دعوناك في تفريج شدتنا ... إلا لأنك في تفريجها سبب

وأنت باب العطاء والجود يا أملي ... بك الإله على طول المدى يهب٣

ويقول القصيمي ردا على فرية الرافضة.. ومقرراً تناقضهم وتضاربهم في ذلك:

(ولكن الاعتقاد الباطل الموبق هو اعتقاد الشيعة في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين، وذلك أنهم قد ذهبوا إلى أن الأنبياء ليسوا وحدهم المخصوصين بالعصمة من الخطأ والزلل، وليسوا وحدهم المخصوصين بالوحي، وبنزول الملائكة، بل قد زعموا أن الأئمة معصومون من ذلك، ومن أكثر من مثل الأنبياء والرسل، فإنهم يوحى إليهم كما يوحى إليهم. وقالوا إنه لولا علي وجهاده، لما اخضر للإسلام عود، وهذا من شر الهجاء لرسول الله ولصحابته وللمسلمين) ٤.

وبهذا يظهر بعض تناقض الرافضة وتضارب أقوالهم، فمرة يبلغ بهم الغلو إلى أن يزعموا أن محمداً خُلِق لأجله الكون، بل إن إيجاد الكون أقل فضائله- كما مرّ ذكره-، ثم يصل بهم الجفاء في حقه حتى أشركوا معه أئمتهم في العصمة، بل يزيدون على ذلك ويجعلون منزلة أئمتهم فوق منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم.


١ "الأسنة الحداد في رد شبهات علوي الحداد"، ط٢، مطابع الرياض، ١٣٧٦هـ، ص٨٠.
٢ "الأقوال المرضية في الرد على الوهابية" ط١، المطبعة العمومية، مصر، ١٩٠١م، ص١٨.
٣ "المقالات الوفية في الرد على الوهابية، (مع مجموعة كتب) ، ط٢، مكتبة التهذيب، مصر، ص٢٢٢.
٤ "الصراع بين الوثنية والإسلام ٢/٥٨، ٥٩ باختصار.

<<  <   >  >>