للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففيه إثبات كرامات الأولياء) ١.

ويذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الواجب في حق أولياء الله الصالحين فيقول:

(.. الواجب عليهم حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالتين، وحق بين باطلين) ٢.

ويؤكد أتباع الدعوة من بعد الشيخ محمد بن عبد الوهاب هذا الاعتقاد ويقررونه.

فنجد أن الإمام عبد العزيز الأول يشير إلى حقوق أولياء الله، مع بيان الفرق بين الولي الحق، وبين مدعي الولاية- كذبا وزورا- فقال رحمه الله:

(وكذلك حق أوليائه محبتهم والترضي عنهم، والإيمان بكراماتهم، لا دعاؤهم، ليجلبوا لمن دعاهم خيراً لا يقدر على جلبه إلا الله تعالى، أو ليدفعوا عنهم سوءاً لا يقدر على دفعه إلا هو عزوجلفإن ذلك عبادة مختصة بجلاله تعالى وتقدس.

هذا إذا تحققت الولاية أو رجيت لشخص معين كظهور اتباع سنة وعمل بتقوى في جميع أحواله، وإلا فقد صار الولي في هذا الزمان من أطال سبحته، ووسع كمه، وأسبل إزاره، ومد يده للتقبيل، ولبس شكلاً مخصوصا وجمع الطبول والبيارق، وأكل أموال عباد الله ظلما وادعاءاً، ورغب عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحكام شرعه) ٣.

وبين الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بعضا من حقوق الأولياء ... لكن دون الغلو فيهم فيقول رحمه الله:

(ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق، وأنهم على هدى من ربهم، مهما ساروا على الطريقة الشرعية والقوانين المرعية، إلا أنهم لا يستحقون شيئا من أنواع العبادات، لا حال الحياة، ولا بعد الممات بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته، بل، ومن كل مسلم) ٤.

وينص الشيخ عبد العزيز الحصين على ما قرره أسلافه فيقول- بيانا لحق الأولياء-:


١ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٤/٢٨٢.
٢ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ١/١٦٩.
٣ رسالة الإمام عبد العزيز الأول، ص١٢.
٤ "الدرر السنية" ١/١٢٨.

<<  <   >  >>