للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ - رحمه الله - على تأكيد هذه الردود، وإعلان براءته مما ألحق به..، فأرسل هذه الردود إلى مختلف البلاد.

فعلى النطاق المحلي في منطقة نجد، نلاحظ أن الشيخ فد بعث رسالة لأهل الرياض ومنفوحه، ينفي تلك الفرية، يقول الشيخ الإمام رحمه الله:

(وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين) ١.

ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:

(وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، وبالموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله) ٢.

وفي رسالته لأهل القصيم، يشير رحمه الله إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم، ويبرىء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ الإمام:

(والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله.. جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم) ٣.

ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول في رسالته لحمد التويجري:

(وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبين له الحجة على بطلان الشرك..) ٤.


١ مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/١٨٩.
٢ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/٢٥.
٣ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/١١، ١٢ وذكر ذلك أيضا في رسالته لعبد الله بن سحيم مطوع المجمعة ٥/٦٢.
٤ "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/٦٠.

<<  <   >  >>