للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها) ١.

ويورد الشيخ عبد اللطيف في إحدى رسائله معتقد الشيخ الإمام في مسألة التكفير، فيقول:

(فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أندادا فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية) ٢.

ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن من عرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أدرك براءته من تلك الفرية الكاذبة، فيقول - رحمه الله -:

(كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعلم أنه من أعظم الناس إجلالا للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهيا عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين) ٣.

وتضمنت مناظرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن لداود بن جرجيس، تفنيدا لفرية تكفير الناس فيقول الشيخ عبد اللطيف:

(وأما القول بأنا نكفر الناس عموما ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم) ٤.

ويدحض الشيخ صالح بن محمد الشتري كذبهم، فيقول: (وأما ما ادعاه أعداؤه المعاصرون له أنه كفر بالعموم، أو يكفر بالذنوب أو يقاتل من لا يستحق قتلا، أو يستحل دمه وماله، فالجواب أن نقول سبحانك هذا بهتان عظيم،


١ "منهاج التأسيس"، ص٦٥، ٦٦.
٢ "مجموعة الرسائل" ٣/٥.
٣ "مجموعة الرسائل" ٣/٤٤٩.
٤ "تاريخ نجد" للآلوسي ص٥٢. لا أدري عن هذه المناظرة بينهما، هل وقعت مناظرة فعلية بين الشيخ عبد اللطيف وبين داود، أم أن الشيخ الآلوسي كتب وألف هذه المناظرة بناء على اطلاعه على ما كتبه كلا الرجلين.

<<  <   >  >>