للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القبلي والعشائري من جانب آخر ... ) ١.

ويقول أمين سعيد في هذا الشأن:

(ولقد حاولنا كثيرا في خلال دراستنا لتاريخ الدولتين الأموية والعباسية، وتاريخ الأيوبيين، والمماليك في مصر، ثم تاريخ العثمانيين الذين جاءوا بعدهم وورثوهم، أن نعثر على اسم وال، أو حاكم أرسله هؤلاء، أو أولئك أو أحدهم إلى نجد أو إحدى مقاطعتها الوسطى، أو الشمالية، أو الغربية أو الجنوبية، فلم نقع على شيء، مما يدل على مزيد من الإهمال تحمل تبعته هذه الدول.. على أن الذي استنتجناه في النهاية هو أنهم تركوا أمر مقاطعات نجد الوسطى والغربية إلى الأشراف الهاشميين حكام الحجاز الذين جروا على أن يشرفوا على قبائلها إشرافا جزئياً) ٢.

ويقول أيضاً:

(وكان كل شيخ أو أمير في نجد مستقلاً استقلالاً تاما في إدارة بلاده وما كان يعرف الترك، ولا الترك يعرفونه) ٣.

ويبين حسين خزعل حال نجد زمن العصر العثماني فيقول:

(ولما حلت سنة ٩٢٣ هـ، وظهرت الدولة العثمانية على المسرح السياسي في جزيرة العرب، - وإن كانت الجزيرة العربية لم تشتمل بالحكم العثماني المركزي المباشر، بل اكتفت الدولة العثمانية بالسلطة الاسمية عليها-، كان كل قطر من أقطار الجزيرة العربية مستقلا بذاته، ولاسيما نجد، فقد كانت العصبيات فيها قائمة على قدم وساق، لكل عشيرة دولة، ولكل حاكم من أولئك الحكام حوزته الخاصة يحكمها حكماً


١ مجلة المجتمع، عدد ٥٠٩، ٢٣ صفر ١٤٠١هـ. ومما يدل على أن موقف الشيخ من دولة الخلافة كان سليماً، وأن الشيخ كان لا يجد شكا بأن محل دعوته ليس لها علاقة بدولة الخلافة، ما جاء في رسالته لفاضل آل مزيد رئيس بادية الشام حيث قال له: (إن هذا الذي أنكروا علي وأبغضوني وعادوني من أجله إذا سألوا عنه كل عالم في الشام أو اليمن أو غيرهم يقول هذا هو الحق وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون، وابن عبد الوهاب أظهره لأن الحاكم في بلده ما أنكره بل لما عرف الحق اتبعه) "مجموعة مؤلفات الشيخ" ٥/٣٢. فيبدو من هذا النص سلامة موقف الشيخ من دولة الخلافة، وأن الشيخ كان لا يجد شكاً بأن محل دعوته. ليست خاضعة لدولة الخلافة.
٢ "تاريخ الدولة السعودية"، من مطبوعات دار الملك عبد العزيز، ص٢٣.
٣ كتاب عن الإمام محمد بن عبد الوهاب، ط ١، شركة التوزيع العربية، بيروت، ص ١٧٩.

<<  <   >  >>