للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد الكتاب والسنة) ١.

ويذكر خزبك عدم الفرق في التوسل بين الأحياء والأموات؛ لأن الله وحده هو المؤثر والأحياء والأموات ليس لهم تأثير في شيء٢.

ويورد حسن الشطي شبهة لمن خالفهم، ويرد عليهم، فيقول:

(فإن قلت شبهة من منع التوسل رؤيتهم بعض العوام يطلبون من الصالحين أحياء وأمواتا أشياء لا تطلب إلا من الله، ويجدونهم يقولون للولي افعل لي كذا وكذا، فهذه الألفاظ الصادرة منهم توهم التأثير لغير الله.

أجيب بأن الألفاظ الموهمة محمولة على المجاز العقلي، والقرينة عليه صدوره من موحد، ولذا إذا سئل العامي عن صحة معتقده بذلك فيجيبك بأن الله هو الفعال وحده لا شريك له، وإنما الطلب من هؤلاء الأكابر عند الله تعالى المقربين لديه على سبيل التوسط بحصول المقصود.. ولا يصح لنا أن نمنعهم من التوسل والاستغاثة مطلقا..) ٣.

ويورد سوقية معتقدهم في الأفعال، فكان مما أورده أنه قال:

(واعتقاد أهل السنة والجماعة أن الفاعل في هذه العوالم هو الله وحده لا شريك له، لا تأثير لشيء من الأشياء كبر أو صغر، شديدا كان أو ضعيفا، والشيء يوجد عنده لا به.. مثل قول الموحد أنبت الربيع البقل، فإسناد الإنبات إلى الربيع إسناد مجازي، للعلم بأن المنبت حقيقة هو الله وحده لا يشاركه فيه غيره..) ٤.

ويذكر محمد عاشق الرحمن -بعد أن ساق حديث توسل آدم بمحمد قبل وجوده- عدم الفرق بين لفظ التوسل ولفظ الاستعانة ولفظ الالتجاء، فيقول:

(ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بلفظ الترسل، أو الاستعانة، أو التشفع، أو الالتجاء، والداعي بالدعاء المذكور وما في معناه متوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعاءه ومستغيث به) ٥.

ويقول محمد الطاهر يوسف -في شأن التوسل بالموتى -:


١ "البراهين الجلية"، ص ٢٣.
٢ انظر: "المقالات الوفية"، ص ١٩٩.
٣ "النقول الشرعية"، ص ١٠٧، ١٠٨، باختصار.
٤ "تبيين الحق والصواب"، ص ١٤.
٥ "عذاب الله المجدي لجوف منكر التوسل النجدي"، مكتبة الحقيقة، استانبول، ١٤٠٢ هـ، ص ٤٣.

<<  <   >  >>