للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونكسر أوثانا ونهدم ما بني ... على أثر أو بقعة للأطايب١

وقد تضمن "البيان المفيد" الذي اتفق فيه علماء الحجاز ونجد أن البناء على القبور بدعة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل عليا، فأمره أن لا يدع قبراً مشرفا إلا سواه بالأرض٢.

ولما سأل الشيخ عبد الله بن بليهد علماء المدينة عن البناء على القبور سنة ١٣٤٤هـ، وكتبوا جوابا مطابقا للسؤال جار على الأصول الشرعية والقوانين المرعية من ذكر الحكم بدليله، وقام بعض المبتدعة وقعدوا وضجوا على تلك الفتوى كما سبق بيانه، لما حدث كل ذلك، كتب الشيخ عبد الله بن بليهد رحمه الله مقالة نورد منها قوله:

(وهذه الكتب من جميع المذاهب الأربعة قد ثبت فيها أحكام القبور، ونحن لم نخرج عما قالوه، فأفيدونا من شرع البناء علىالقبور، ومن أول من بنى عليها، وغير خاف على من له أدنى ممارسة لعلوم الحديث والتفسير والتاريخ أنه في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دفن أحد في قبر إلا في التراب، ولم يجصص، ولم يبن عليه، وكذلك من مات من الصحابة بالمدينة المنورة، وفي مكة المكرمة، وغيرها من البلاد البعيدة، وكل من مات منهم دفنوا هنالك، ولم تجصص قبورهم، ولم يبن عليها..) ٣.

ويذكر الشيخ فوزان السابق جانبا من تلبيس عتاد القبور، فيقول عنهم:

(إنهم يتعلقون بالأسماء، ويغيرون الحقائق من نصوص الكتاب والسنة ويحرفونها عن مواضعها، ويعارضونها بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، محتجين بها على فتح أبواب شركهم وضلالهم، الذي أضلوا به كثيرا من جهلة هذه الأمة مقتفين في ذلك أثر من حذرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم عن سلوك سبيلهم، وذلك فيما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحيحة في لعن متخذي القبور مساجد، لأنه من الغلو الذي نهى الله تعالى عنه، وهو أصل عبادة الأصنام، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها: " ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا "٤) ٥.


١ القول الأسد"، ق٢٠، وقد ألحقت هذه القصيدة بعد نهاية رسالة الشاوي، وقد قرض قصيدة الشيخ عبد اللطيف كل من المشايخ: سعد بن حمد بن عتيق، وابن سحمان، ومحمد بن عبد اللطيف آل الشيخ كما أن للشيخ محمد الشاوي قصيدة يرد بها على فتى البطحاء، وقد قرظ هذه القصيدة الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.
٢ انظر:"البيان المفيد"، ص٩.
٣ جريدة أم القرى، عدد ١٠٤، ٤ جمادى الثانية ١٣٤٥هـ، وانظر: "خطاب الشيخ ابن بليهد" ص ١٩.
٤ صحيح البخاري: كتاب المغازي (٤٤٤١) , وصحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٩) , ومسند أحمد (٦/١٢١) .
٥ "البيان والإشهار"، ص٣٢١.

<<  <   >  >>