للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خصه المولى بما لم نحط به ... ونحصيه علما أو حسابا محددا

فدع عنك ما قال الغلاة وأوردوا ... بذلك أخبارا ودرا منضدا

فأخبارهم موضوعة ونظامهم ... لعمر إلهي باطل واهي السدا١

ويقول الشيخ محمد بن عثمان الشاوي- رحمه الله- في مؤلفه "القول الأسد في الرد على الخصم الألد" أثناء الرد على خصوم الدعوة السلفية، ذاكراً هذه الفرية والجواب عليها، فكان مما كتبه:

(وقد رموهم بعظائم يعلم الله تعالى أنها لم تصدر منهم، ونسبتهم إلى تنقص الرسول وعدم الصلاة عليه، وما ذاك إلا أنهم لم يغلوا امتثالاً لقوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " ٢ ٣ وإلا فهم بحمد الله أعظم الناس محبة للرسول ومتابعة له، ورعاية لحقه، وهو أجل في عيونهم من أن يخالفوا سنته، أو يخالفوا أقواله، بمجرد العوائد الباطلة، أو الأقيسة الفاسدة، بخلاف كثير من هؤلاء الذين جمعوا بين الإفراط والتفريط، فأفرطوا بالغلو فيه وإطرائه، حتى رفعوه من منزلة العبودية إلى منزلة الإلهية والربوبية، وفرطوا في اتباعه، فنبذوا سنته وراء ظهورهم، ولم يعبأوا بأقواله، وخالفوا نصوصه الصريحة الصحيحة بغير مسوغ، ولم يكتفوا بذلك حتى جعلوا يعيبون على من جدّ واجتهد في اتباعه، لما ألفوه من العوائد الباطلة، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما حقه هو تعزيره وتوقيره واتباع ما جاء به، واقتفاء أثره، وتصديقه، وتقديم محبته على الأهل والمال، وأما العبادة فهي له وحده، لا يشركه فيها ملك مقرب، ولا نبي مرسل) ٤.

وقد ساق الشيخ فوزان السابق- رحمه الله- فرية مختار ثم أعقبها بالرد، نذكر من ذلك قوله:

(قال الملحد: واعلم يا أخي أن للوهابيين وإخوانهم أعداء الله ورسوله مطاعن كثيرة بالرسول صلى الله عليه وسلم كلها من المكفرات، وإن كانت بحد ذاتها من المضحكات، تجل عقول الصبيان عن التمسك بها) ا. هـ.

أقول على زعم هذا المفتري بأننا أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم سبحانك هذا بهتان عظيم ... ، فزعم أننا أعداء لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم بغير برهان من الله تعالى، وما حمله على ما رمانا به من الافتراء علينا إلا أننا قد جردنا اتباعنا لكتاب الله وسنة رسوله


١ "ديوان ابن سحمان"، ص٦٤.
٢ صحيح البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥) .
٣ رواه البخاري -وتقدم-.
٤ ق٧.

<<  <   >  >>