المعتمة التي فصلنا القول فيها في الصفحات الماضية، والتي فعلت فعلها في قلوب عظام المخلصين من العلماء الأفذاذ الذين لا ترتقي إليهم شبهة، أمثال العلامة المحدث خليل أحمد السهارنبوري والشيخ العالم العامل المجاهد حسين أحمد المدني- والله أعلم بالصواب.
وأما الجزء الثاني من هذا الرأي (أي التسارع إلى الحكم بالكفر) فإنه – على الرغم من أني قدرت أن العبارة ليست هي نص ما قاله أستاذنا الكشميري – ربما يمكن أن يكون الكشميري قد رأى هذا الرأي، لأن هذا الرأي قد أبداه في الشيخ النجدي بعض أولئك الذين لم يكونوا يعاندونه فقد كان العلامة القاضي الشوكاني اليمني معترفاً اعترافاً بالغاً بجهود الشيخ النجدي المخلصة المؤمنة المضنية في سبيل الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله، وإفراد الله بالعبودية، والتمسك بالكتاب والسنة، وما أثمر غراس دعوته وحركته من نتائج ومكاسب محمودة مباركة، لكنه على الرغم من ذلك يقول في موضع من كتابه:
"ولكنهم يرون أن من لم يكن داخلا تحت دولة صاحب نجد، ممتثلا لأوامره، خارج عن الإسلام" ويقول بعد سطور:
"ومن جملة ما يبلغنا عن صاحب نجد أنه يستحل سفك دم من لم يحضر الصلاة في الجماعة، وهذا – إن صح – غير مناسب لقانون الشرع.