للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيدّعي بعضهم أنه من هذه الواحدة أو أن فئته هي هذه الواحدة وباقي الناس في النار والعياذ بالله. وهذا على الرغم مما في صحة هذا الحديث مِن كلام، لاسيما زيادة: "كلها في النار إلا واحدة" ١.

والنقد هنا موجَّه إلى مسلك تزكية النفس والجماعة بهذا الأسلوب، وذلك لما في هذا من محاذير متعددة، أهمها:

١- تزكية النفس أو الجماعة أو المجموعة المعيَّنة.

٢- التجاسر على تفسير مثل هذه الأحاديث في الإخبار عن أمور غيبيّة وتنزيلها على أشخاص معينين أو زمان معيَّن.

٣- التجاسر على الحُكْم بإخراج أشخاص آخرين أو طوائف من المسلمين من دائرة جماعة المسلمين، أو الشهادة لهم بالنار، مع ما في ذلك من التجاوز لحدود الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه، إذ أن الحكم على شخص أو أشخاص بأعيانهم أمر غيبيّ لا يجوز لأحد من الناس أن يفعله إلا بشهادة الله تعالى أو شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولئك المعيّنين بالجنة أو النار.

٤- المخالفة لنصّ الحديث في تحديد الناجين، حيث جاء ذلك بالوصف


١ الحديث في صحته خلاف، ويُنظر الكلام على صحته في: سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني: ١/٣٥٨، رقم ٢٠٣،٢٠٤، والعواصم والقواصم، لابن الوزير، ١/١٨٦، وفصْل: تفرق الأمة ليس قدراً لازماً ولا دائماً، ص ٤٣-٥٥. مِن "الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم ... "، ليوسف القرضاوي، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير: ٢/٤٦٥.

<<  <   >  >>