للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحاديث ظاهرها يُعَارِض مبدأَ الرفق والحكمة

١- جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ... كلاّ والله لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأخذنّ على يد الظالم، ولتأطرنّه على الحق أطراً ولتقصرنّه على الحق قصراً ... " ١.

٢- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القائم على حدود الله والمُدْهن٢ فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبّون على الذين في أعلاها فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تَصْعَدون فتؤذوننا، فقال الذين في أسفلها: فإننا


١ أخرجه أبو داود: ٣١- كتاب الملاحم، ١٧- باب الأمر والنهي ٤/٥٠٨-٥٠٩، والترمذي: ٤٨- كتاب التفسير، ٦- باب ومن سورة المائدة، ٥/٢٥٢-٢٥٣، وابن ماجه: ٣٦- كتاب الفتن، ٢٠- باب الأمر بالمعروف ٢/١٣٢٧-١٣٢٨، وضعّف الحديث بالانقطاع، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وقد أخرج ابن ماجه الحديث من روايتين: إحداهما: عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مرسل، والأخرى: عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل رواية أبي داود والترمذي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
٢ في روايةٍ عند أحمد ٤/٢٧٠، "مثل القائم على حدود الله تعالى والراتع فيها والمدهن ... " وفي رواية عنده: ٤/٢٧٣-٢٧٤، "مثل المدهن والواقع في حدود الله قال سفيان مرة: "القائم في حدود الله مثل ثلاثةٍ ركبوا ... ". و"المُدْهن" من الإدْهان، وهو المحاباة في غير حق، والمراد به هنا التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

<<  <   >  >>