للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "من جاءكم وأَمْركم على رجل واحد منكم، يريد أن يُفرّق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائناً مَنْ كان" ١.

وقوله: "يُصلّون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أَخطؤوا فلكم وعليهم" ٢.

وقوله: "ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فِرقة، منها واحدة ناجية، واثنتان وسبعون في النار" -قيل: ومَن الفِرقة الناجية؟ قال: "هي الجماعة، يد الله على الجماعة" ٣.

وباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة، بل وفي غيرها، هو: التفرق والاختلاف فإنه وقع بين أمرائها وعلمائها من ملوكها ومشايخها وغيرهم من ذلك ما الله به عليم، وإنْ كان بعض ذلك مغفوراً لصاحبه، لاجتهاده الذي يُغْفر فيه خطؤه، أو لحسناته الماحية، أو توبته، أو لغير ذلك.

لكن يُعْلم أنّ رعايته من أعظم أصول الإسلام. ولهذا كان امتياز أهل


١ أخرجه بنحوه مسلم في: ٣٣-الإمارة ح٥٩ و٦٠ ط/ محمد فؤاد: ٣/١٤٧٩-١٤٨٠، وغيره.
٢ أخرجه البخاري في: ١٠-الأذان، ٥٥-باب إذا لم يُتِمّ الإمام وأتم مَنْ خلفه. الفتح: ٢/١٨٧. وغيره.
٣ يُنْظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني: ١/٣٥٦-٣٦٧ و٣/٤٨٠، والمستدرك للحاكم: ١/١٢٨، وقد رواه أيضاً أحمد في المسند: ٣/١٢٠ و١٤٥، وأبو داود في سننه: الباب الأول من كتاب السنّة، والترمذي في: الإيمان، باب افتراق هذه الأمة، وابن ماجه في: الفتن، باب افتراق الأمم. وغيرهم، وانظر الحاشية رقم ٩٠-٩١.

<<  <   >  >>