للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من علماء المدرسة الصولتية، ازدادت حلقات الدروس بالمسجد الحرام إذ عقد المتخرجون حلقاتهم في كل حصوة ورواق)) (١) .

وفي العهد السعودي المبارك انتشر التعليم في جميع أنحاء البلاد، وقد شهدت المملكة العربية السعودية نشاطاً علمياً عظيماً، فانتشرت المدارس والمعاهد والجامعات، وأصبح التعليم ميسراً للجميع وبالمجان، بل إن الجامعات تعطي الطلاب مكافآت تشجعهم على طلب العلم.

وقد أشار الشيخ محمد طاهر الكردي - رحمه الله - إلى انتشار التعليم قائلاً: ((في العهد السعودي انتشر التعليم في جميع البلاد وكثرت المدارس كثرة فائقة وتطورت أمور التعليم تطوراً عجيباً في جميع مراحله)) (٢) .

وبهذا ظلت مكة المكرمة - حرسها الله - مقصد الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي حيث يدرسون في المعاهد والجامعات. بارك الله في هذه البلاد والقائمين عليها.

وبهذا يظهر لنا أن الحركة العلمية في مكة المكرمة لم تتوقف، بل استمرت وأخرجت الأجيال العلمية التي كان لها الفضل في انتشار العلم في بلاد المسلمين. وقد أشار إلى هذه الحقيقة الأستاذان محمد سعيد العامودي وأحمد علي بقولهما: ((إن حركة التعليم الديني في أم القرى لم تتوقف أو تضعف في أي عهد من العهود، برغم كل الظروف والأحداث والفتن، وإنما ظلت مستمرة مضيئة منذ القرن الهجري الأول إلى اليوم يعني القرن الرابع عشر وهذا من فضل الله)) (٣) .


(١) دروس من ماضي التعليم وحاضره بالمسجد الحرام ص ١٧.
(٢) التاريخ القويم ٦ / ٢٧.
(٣) المختصر من كتاب نشر النور والزهر ص ١٠.

<<  <   >  >>