للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الحياة العلمية في مكة المكرمة خلال القرن الرابع عشر الهجري]

مكة المكرمة - شرفها الله - هي مهبط الوحي، ومنبع النور، ومنهل العلم والمعرفة، على يدي هادي الإنسانية ومعلم البشرية، سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد كانت أول آية نزلت عليه {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق: ١-٥] ومن دار الأرقم شع نور العلم على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولما كان التعليم أساس الحضارة، والقاعدة التي يبنى عليها وعي الأمة ومعرفتها، والضياء الذي يضيء آفاق الحياة الإنسانية، فقد نال التعليم أهمية عظيمة في حياة المسلمين، وكانت مكة المكرمة - حرسها الله - منبع هذا النور ومصدر هذا الخير من عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. فمن المسجد الحرام شع نور العلم في حلقة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - ومن كان معه. وتتابع ذلك في عصر التابعين وأتباع التابعين ومن جاء بعدهم على مر السنين والقرون. ولقد كان المسجد الحرام هو منتدى للعبادة والعلم. وقد ظهرت في مكة المكرمة مدارس تعليمية منذ العصور الأولى كان لها الأثر العظيم في نشر العلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي. فمن المعروف أن مكة المكرمة مقصد المسلمين من كل مكان لتأدية مناسك الحج، وكانت الحلقات التي تعقد في المسجد الحرام مقصداً

<<  <   >  >>