[المبحث الثاني: علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية]
أولاً: حلقات المسجد الحرام
...
[المبحث الثاني: علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية]
لقد كان لعلماء مكة المكرمة دورٌ عظيمٌ في خدمة السنة والسيرة النبوية، وقد ظهر هذا في التدريس بالمسجد الحرام، والمدارس العلمية التي ظهرت في هذا القرن، وسنعرض بشيء من التفصيل لهذا الدور.
أولاً: حلقات المسجد الحرام
لقد كانت حلقات المسجد الحرام رافداً قوياً من روافد العلم في أم القرى، ولقد بلغت حلقات المسجد الحرام قرابة مئة وعشرين حلقة، كما سبق ذكرنا لذلك. وهذه الحلقات كانت تعقد في سائر الأوقات من الصباح إلى المساء، وخاصة بعد الصلوات الخمس يقول الأستاذ محمد عمر:((وهذا عدا ما يقام من دروس في المسجد بعد كل صلاة والصلوات الخمس. فقد كان عدد غير قليل من علماء مكة وبعض العلماء المجاورين يقومون بالتدريس فيه - حسبة لوجه الله وتبرعاً منهم - فما تجد حصوة أو رواقاً ليس فيه حلقة من حلقات الدروس الدينية واللغوية وغيرهما)) (١) .
وقد تعددت العلوم التي تدرس في هذه الحلقات المباركة، يشير إلى ذلك الشيخ محمد طاهر الكردي قائلاً: ((أما تعليم العلوم الدينية والعربية من التفسير والحديث، والفقه على المذاهب الأربعة، وعلوم البلاغة والنحو والصرف وغير ذلك، فقد كان المسجد الحرام هو محط الآمال في ذلك ومنبع