وهو دين الله المرضي عنده، أوحى به إلى رسُله الكرام، وبلّغوه إلى الناس:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ}[آل عمران:١٩] ، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}[آل عمران:٨٥] ، {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[البقرة: ١٣٢] .
ثم خُصّ لفظ الإسلام بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه، وبالانقياد التام له بلا قيد ولا شرط، وبهذا الانقياد يظهر خضوع الإنسان لخالقه {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}[المائدة:٣] .
هذا هو مفهوم الإسلام في القرآن الكريم: مفهومٌ عامٌ وآخر خاص.
ثم لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال:"أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً"(١) .
إنّ هذا التعريف للإسلام وإنْ كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنّه من وحي الله إليه {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٣-٤] .
وهو تعريف جامع بيّن فيه أنّ الإسلام يقوم على دعائم ثلاثة أساسية هي: