للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النبوة والأنبياء]

وفي المجلد (٤) الصفحة (٩٥٥) الفقرة ٣:

زعم كاتب الموسوعة "أن الأنبياء يتنافسون على المنصب والتأييد كأي إنسان يسعى للمناصب في المجتمع".

ونقول:

إن المتأمل في كتابات المستشرقين والمستعرض لمزاعم كاتب الموسوعة العبرية يلمح انتقاصاً من قدْر الأنبياء والمرسلين واتهاماً لهم في عصمتهم وأمانتهم. إننا نعتقد اعتقاداً جازماً راسخاً بعصمة الأنبياء، وقد اتفقت الأمة الإسلامية وأجمعت على أن الرسل جميعاً معصومون في تحمّل الرسالة فلا ينسون شيئاً مما أوحاه الله إليهم إلاّ شيئاً قد نُسخ.

{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى، إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ} [الأعلى: ٦-٧] وهم معصومون في التبليغ فلا يكتمون، والكتمان خيانة، وهم مبرَّؤون منها: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:٦٧] .

كما يتصف الأنبياء بالكمال البشري، ويترفعون عن السفاسف وما يجرح في العدالة ... ، ولا يتصور منهم أن يتنافسوا بينهم على المنصب والتأييد كما يزعم كاتب الموسوعة (١) إنهم رسل الله المؤيدون منه، وأجمعت الأمة الإسلامية على تفضيل الأنبياء على غيرهم من الصديقين والشهداء والصالحين قال الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ


(١) انظر الفتاوى لابن تيمية ١١/٣٢١.

<<  <   >  >>