للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا يمكن للمؤمن أن يَقوم بلوازم الشطر الأول إلا إذا عرف رسوله، وتعرّف بواسطته على الطريق الذي ينبغي أن يسلكه ليحقق لوازم الوحدانية، لذا كانت معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم تعدل معرفة الله، وقد حكم الله بكفر من لم يؤمن بالرسول الذي هو حجة على الناس.

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً، أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء:١٥٠-١٥١] .

ومن هنا جاء الحكم على اليهود بالكفر، وإنْ نطقوا بكلمة التوحيد؛ لأنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض، ولم يؤمنوا بالأنبياء والرسل، بل قتلوهم وآذوهم وتنكروا لهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:٢١] .

ولقوله تعالى في وصف يهود: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} [آل عمران:١١٢] . ولسنا ندّعي أنّ أهل الكتاب جميعاً بهذه المثابة، فالله تعالى يستثني منهم ويقول: {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ

<<  <   >  >>