للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي ضوء ذلك يزعم كاتب الموسوعة أن أصل فرض الصلاة في الإسلام كان ثلاث صلوات، بدليل ذكر الصلاة الثالثة، بالإضافة إلى الصلاتين المفروضتين على المسلمين في فترة حياتهم بمكة، ويَحْتمِل كلام الكاتب أن يكون أداء الصلوات الخمس يومياً قد بدأ خلال أيام محمد؛ حيث غيّر عدد الصلوات من ثلاث إلى خمس مخالفة لليهود، ويعزو ذلك إلى تأثره بالفرس.

والحق أنّ الصلاة عبادة مشتركة بين الديانات عامة، عند رسل الله جميعاً فإبراهيم يقول: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ} [إبراهيم:٤٠] ، وفي وصف إسماعيل ورد قوله تعالى: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ} [مريم:٥٥] ، ولقمان وصّى ابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ} [لقمان:١٧] وفي قصة فرض الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ما يدل على أنّها فرضت خمس مرات في اليوم والليلة، فقد ثبت في صحيح البخاري أنّ الله تعالى فرض على الأمّة الإسلامية خمسين صلاة، فلما أَخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام بذلك قال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "إنّ أُمتك لا تطيق ذلك"، فرجع إلى ربه يسأله التخفيف حتى انتهى به إلى خمس، وجعل ثوابها خمسين (١) . فمن أين دعوى أنّ الصلاة كانت في بدء فرضها ثلاث مرات؟؟!!.

ثم إنّ الآية الكريمة تأمر بالمحافظة على جميع الصلوات، وتؤكّد على وجوب المحافظة على الصلاة الوسطى وهي العصر، وصلاة العصر وسط بين صلاتي الفجر والظهر من جانب، والمغرب والعشاء من جانب آخر، والصلاة


(١) البخاري، توحيد باب (٣٧) حديث ٧٥١٧.

<<  <   >  >>