للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويدعوهم إلى الدخول في الإسلام، وقابلهم في سوقهم وقال لهم: "يا معشر اليهود: احذروا من الله مثل ما أنزل بقريش من النقمة، وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهْد الله إليكم" فقالوا له: "يا محمد لا يغرنّك أنّك لقيت قوماً لا علم لهم بالحروب فأصبت منهم فرصة، أما والله لئن حاربناك لتعلمنّ أنا نحن الناس" (١) فأنزل الله تعالى قوله: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ، قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ} [آل عمران: ١٢-١٣] ، لكن بني قينقاع تمادوا في إيذائهم، فكانت الحادثة التي سببّت إجلاءهم.

وتتلخص الحادثة في أنّ امرأة من العرب قدِمَت بجَلَب لها فباعته بسوق بني قينقاع، ثم جلست إلى صائغ منهم، فجعلوا يريدونها عن كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى عمل مشين، فقد عقد طرف ثوبها إلى ظهرها وهي لا تشعر، فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا منها، فصاحت واستغاثت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله، فتجمّع اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل الإسلام المسلمين، فغضب المسلمون ووقع الشر بينهم وبين اليهود (٢) .


(١) سيرة ابن هشام ٢٩٤والسنن لأبي داود (٣/٢٦٧) ك: الخراج والإمارة والفيء ح٣٠٠١، مع تفاوت يسير في اللفظ.
(٢) سيرة ابن هشام ٢٩٤.

<<  <   >  >>