للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأنبياء جميعاً هود وصالح ولوط وشعيب، لقد أيّد الله تعالى أنبياءه كلهم بالأدلة بحيث يقيمون الحجة، فلا يبقى لأحد عذر في الجحود وعدم التصديق {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} [الحديد:٢٥] .

ومن أعظم الدلائل الدالة على نبوة الرسل: ما يُجريه الله على أيديهم من أمور خارقة للسنن الكونية المعتادة والقانون الطبيعي الراتب والتي لا قُدرة للبشر على الإتيان بمثلها، كتحويل العصا إلى أفعى تتحرك وتسعى، ونزع خاصّية الاحتراق من النار، بحيث تكون هذه الظواهر أدلة لا تقبل النقض، ويسمى ذلك في عرف علماء العقيدة بالمعجزة وهي: "أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة".

ومما يظهر على يد النبي ما يقصد به التحدي، ومنه ما لا يقصد به التحدي، ومن الأخيرة؛ نبع الماء من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم وتسبيح الحصا في كفه ...

ومن الأولى أن يطلق على ذلك كله سواء تحدي به أو لم يتحد لفظ "الآية"، كما ورد في القرآن الكريم (١) .

والمعجزات وإظهار الخوارق "والآيات" على أيدي الأنبياء بعامة ليست قصصاً من نسج خيال الأتباع لخلق شخصية أسطورية تُغري باتبّاعها والاستسلام لها، كما يصور ذلك كاتب الموسوعة.

ونحن المسلمين حين نرد وندافع عن الأنبياء إنما ننطلق من واقع أنّ ما جاؤوا به هو من الله، لا نسمح لأحد بالمساس به أو التطاول عليه، وما مِن


(١) العقيدة الإسلامية للميداني ٣٣٨ وما بعدها.

<<  <   >  >>