للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فبلغت الألف، وتضمنتها كتب خاصة يطلق عليها "الدلائل" أو "دلائل النبوة" مثل "دلائل النبوة" للبيهقي. و"دلائل النبوة" للأصفهاني.

إننا لا نزعم أن جميع الروايات التي ساقتها هذه الدلائل روايات صحيحة، بل منها الصحيح ومنها دون ذلك.

وقد دخلت مجال السيرة النبوية والمغازي بعض الإسرائيليات والأساطير والرواياتِ الضعيفة والمكذوبة، فمثل ذلك لا يعتمده العلماء الراسخون وهم متنبهون حَذِرون من كل ما يوضع في هذا المجال وفي غيره ولا يُعد مشكلة في نظرنا.

إنّ أعظم آية أعطيها الرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن، تحدى الله بهذا الكتاب فصحاء العرب أن يأتوا بشيء من مثله فعجزوا (١) .

لقد جاء القرآن ليكون نمطاً جديداً من المعجزات، وليس معجزة حسية، ولو شاء الله تعالى أن ينزل على نبيه آية حسّية لأنزل {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء:٤] ولكنه تعالى أرادها "القرآن" الذي هو منهج حياة كامل ومعجز في كل جوانبه.

لقد ناسب أن تكون معجزة الإسلام معجزة مفتوحة للبعيد والقريب، لكل أمة، ولكل جيل، والخوارق القاهرة لا تلوي إلا أعناق من يشاهدونها ثم تبقى بعد ذلك قصة تُروى لا واقعاً يشهد ويُمارس، فأما القرآن فها هو بعدَ أكثر من أربعة عشر قرناً، كتابٌ مفتوح ومنهج مرسوم يستمد منه أهل الزمان ما يقوّم حياتَهم، ويلبي حاجاتهم كاملة، ويقودهم بعدها إلى عالم


(١) البقرة آية ٢٣.

<<  <   >  >>