للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يجهله كثيرون. كان هدفي الأول هو قراءة القرآن ودراسة نصه جملة جملة مستعيناً بمختلف التعليقات اللازمة للدراسة النقدية: وتناولت القرآن منتبهاً بشكل خاص للوصف الذي يعطيه عن حشد كبير من الظاهرات الطبيعية".

لقد أذهلتني دقة بعض التفاصيل الخاصة بهذه الظاهرات، وهي تفاصيل لا يمكن أن تدرك إلاّ في النص الأصلي، أذهلني مطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن تفشي هذه الظاهرات والتي لم يكن ممكناً لأي إنسان في عصر محمد صلى الله عليه وسلم أن يكوّن عنها أدنى فكرة ... ".

"إن أول ما يثير الدهشة في روح مَنْ يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء الموضوعات المعالَجة، فهناك الخَلْق وعلم الفلك وعرض لبعض الموضوعات الخاصة بالأرض، وعالم الحيوان وعالم النبات، والتناسل الإنساني، وعلى حين نكتشف في التوراة أخطاء علمية ضخمة لا نكشف في القرآن أي خطأ. وقد دفعني ذلك لأن أتساءل: لو كان كاتب القرآن إنساناً، كيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي أن يكتب ما اتضح أنه يتفق اليوم مع المعارف العلمية الحديثة؟ إذ ليس هناك أي مجال للشك، فنص القرآن الذي نملك اليوم هو فعلاً نفس النص الأول، ما التعليل؟ إذ ليس هناك سبب خاص يدعو للاعتقاد بأن أحد سكان شبة الجزيرة العربية في العصر الذي كانت تخضع فيه فرنسا للملك داجويير استطاع أن يملك ثقافة علمية تسبق بحوالي عشرة قرون ثقافتنا العلمية فيما يخص بعض الموضوعات".

"ومن الثابت فعلاً أن في فترة تنزيل القرآن، أي تلك التي تمتد على عشرين عاماً تقريباً قبل وبعد عام الهجرة (٦٢٢م) كانت المعارف في مرحلة

<<  <   >  >>