صلى الله عليه وسلم – نوعان: نوع يفعله بمقتضى بشريته - صلى الله عليه وسلم - دون أن يوحى إليه فيه بشيء، وهذا النوع لا صلة له بالتشريع، وذلك في جل شؤونه المعيشية التي لا يتعلق شيء منها بالدين حلاً أو حرمة ومن ذلك رأيه في تأبير النخل. ونوع آخر يفعله - صلى الله عليه وسلم - بمقتضى كونه بشرا رسولاً، وفعله هذا إنما يقوم على وحي من قبل الله - تعالى. والأمران الأولان: تأبير النخل، ومنزل الجيش في بدر، من النوع الأول الذي فعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيه. والأمر الثالث اجتهد فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأيه وآراء محل مشورته من الصحابة - رضوان الله عليهم - فنزل الوحي مصوباً ومبيناً الحكم الصحيح.