للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بل إن أهل الجاهلية ينكرون مثل هذه الصفات القبيحة، قال المثقب العبدي:

إن شر الناس من يكشر١ لي ... حين يلقاني وإن غبت شتم٢.

١٣ـ إساءة الظن:

فإساءة الظن من الأخلاق الذميمة، التي تجلب الضغائنن وتفسد المودة، وتجلب الهم والكدر.

ولهذا حذرنا الله عز وجل من إساءة الظن كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات١٣] .

وقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" ٣.

فتجد من الناس من هو سيء الظن، يحسب أن كل صيحة عليه، وكل مكروه قاصد إليه، وأن الناس لا هم لهم إلا الكيد له، والتربص به.

ومن صور سوء الظن عند بعض الناس ما يلي:

أ - إذا رأى اثنين يتناجيان ظن أنه هو المقصود بالنجوى.

ب - إذا سمع ذما عاما لخصلة من الخصال ظن أنه هو المقصود بالذم.


١ يكشر لي: يعني يضحك لي.
٢ الديوان، ص ٢٣٠.
٣ رواه البخاري٧/٨٨ـ٨٩ ومسلم ٢٥٦٣ عن أبي هريرة.

<<  <   >  >>