للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: ذم سوء الخلق]

سوء الخلق عمل مرذول، ومسلك دنيء، يمقته الله ـ عز وجل ـ ويبغضه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

بل إن الناس على اختلاف مشاربهم يبغضون سوء الخلق، وينفرون من أهله؛ فهو مما ينفر الناس، ويفرق الجماعات، ويصد عن الخير، ويصدف عن الهدى.

ثم إنه مجلبة للهم والغمّ، ومدعاة للكدر وضيق الصدر، سواء لأهله أو لمن يتعامل معهم.

فما أضيق عيش من ساء خلقه، ما أشد بلاء من ابتلي بسيئ الخلق.

قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "وإن أبغضكم إلي، وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا؛ الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون" ١.

قال الأحنف بن قيس: "ألا أخبركم بأدوأ الداء؟ قالوا: بلى،


١ أخرجه أحمد٤/١٩٣ـ١٩٤ وابن حبان٢/٢٣٢، رقم ٤٨٢ وابن أبي شيبة ٨/٥١٥ والبغوي في شرح السنة١٢/٣٦٦ رقم ٣٣٩٥ كلهم من حديث أبي ثعلبة الخشني والترمذي ٢٠١٨ عن جابر وقال: "حديث حسن غريب" وقال الهيثمي في المجمع٨م٢١: "رجال أحمد رجال الصحيح" وحسنه الألباني في الصحيحة٧٩١.

<<  <   >  >>