للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الذباب على الأقذار؛ فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم، ولا بالفواحش، ولا بالسرقة ولا بالخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك وأجل.

والنفوس المهيمنة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك"١.

فإذا توفر المرء على اقتناء الفضائل، وألزم نفسه على التخلق بالمحاسن، ولم يرض من منقبة إلا بأعلاها، ولم يقف عند فضيلة إلا وطلب الزيادة عليها، واجتهد فيما يحسن سياسة نفسه عاجلا، ويبقي لها الذكر الجميل آجلا ـ لم يلبث أن يبلغ الغاية من التمام، ويرتقي إلى النهاية من الكمال، فيحوز السعادة الإنسانية، والرئاسة الحقيقية، ويبقى له حسن الثناء مؤبدا، وجميل الذكر مخلدا"٢.

٩ـ الصبر:

فالصبر من الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها الخلق الحسن؛ فالصبر يحمل على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم، والأناة، والرفق، وترك الطيش والعجلة٣.

وقل من جد في أمر تطلبه ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

١٠ـ العفة:

فهي تحمل على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمل على الحياء وهو رأس كل خير، وتمنع من الفحشاء، والبخل، والكذب، والغيبة، والنميمة٤.


١ الفوائد، ص ٢٦٦.
٢ انظر تهذيب الأخلاق للجاحظ، ص ٦١.
٣ تهذيب مدارج السالكين٢/٢٩٤.
٤ تهذيب مدارج السالكين٢/٢٩٤.

<<  <   >  >>