للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٩- والدليل قوله -تعالى-: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة:١٩٣] .

١٠ ودليل الشمس والقمر قوله –تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ} [فصلت:٣٧] .


= فنقول: الرسول لم يفرّق بينهم، بل اعتبرهم مشركين كلهم، واستحل دماءهم وأموالهم، ولم يفرق بينهم، والذين يعبدون المسيح، والمسيح رسول الله، ومع هذا قاتلهم. واليهود يعبدون عزيراً، هو من أنبيائهم، أو من صالحيهم، قاتلهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، لم يفرّق بينهم، فالشرك لا تفريق فيه بين من يعبد رجلاً صالحاً أو يعبد صنماً أو حجراً أو شجراً، لأن الشرك هو: عبادة غير الله كائناً من كان، ولهذا يقول: {وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦] ، {شَيْئًا} نكرة في سياق النهي تعم كل شيء، تعم كل من أشرك مع الله – عز وجل- من الملائكة والرسل والصالحين والأولياء، والأحجار والأشجار.
٩- قوله: "والدليل قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} " أي: الدليل على قتال المشركين من غير تفريق بينهم حسب معبوداتهم؛ قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ} ، وهذا عامّ لكل المشركين، لم يستثن أحداً، ثم قال: {حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} والفتنة: الشرك، أي: لا يوجد شرك، وهذا عامّ؛ أي شرك، سواء الشرك في الأولياء والصالحين، أو بالأحجار، أو بالأشجار، أو بالشمس أو بالقمر.
{وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} : تكون العبادة كلها لله، ليس فيها شِركة لأحد كائناً من كان، فلا فرق بين الشرك بالأولياء والصالحين أو بالأحجار أو بالأشجار أو بالشياطين، أو غيرهم.
١٠- دل على أن هناك من يسجد للشمس والقمر، ولهذا نهى =

<<  <   >  >>