٧٩-
فَذَرْني وخُلْقي، إنّني لكَ شاكرٌ ... وَلَو حلّ بيْتي نائبًا عند ضَرْغَدِ
ضرغد: جبل
يقول: خلّ بيني وبين خلقي وكلني إلى سجيتي، فإني شاكر لك وإن بعدت غاية البعد حتى ينزل بيتي عند هذا الجبل الذي سمي بضرغد، وبينهم وبين ضرغد مسافة بعيدة وشقة شاقة وبينونة بليغة.
٨٠-
فلوْ شَاءَ رَبِّي كنتُ قيسَ بن خالِدٍ ... ولوْ شَاءَ رَبِّي كنتُ عمرو بن مَرْثَدِ
هذان سيدان من سادات العرب مذكوران بوفور المال ونجابة الأولاد، وشرف النسب وعظم الحسب.
يقول: لو شاء الله بلَّغني منزلتهما وقدرهما.
٨١-
فأصْبَحتُ ذا مالٍ كثيرِ وزَارَني ... بَنُونَ كِرامٌ سَادَةٌ لِمُسَوَّدِ
يقول: فصرت حينئذ صاحب مال كثير وزارني بنون موصوفون بالكرم والسؤدد لرجل مسوَّد يعني به نفسه، والتسويد مصدر سوَّدته فسَادَ.
يقول: لو بلَّغني الله منزلتهما لصرت وافر المال، كريم العقب وهو الولد.
٨٢-
أنا الرّجُلُ الضّرْبُ الذي تَعرِفُونَهُ ... خَشَاشٌ١ كرَأسِ الْحيّةِ الْمُتَوَقّدِ
الضرب: الرجل الخفيف اللحم.
يقول: أنا الضرب الذي عرفتموه، والعرب تتمدح بخفة اللحم؛ لأن كثرته داعية إلى الكسل والثقل، وهما يمنعان من الإسراع في دفع الملمات وكشف المهمات ثم قال: أنا دَخّال في الأمور بخفة وسرعة، شبه تيقظه وذكاء ذهنه بسرعة حركة رأس الحية وشدة توقّده.
٨٣-
فآلَيْتُ لا يَنفَكّ كَشحي بطانَةً ... لِعَضْبٍ رَقيقِ الشّفرَتَينِ مُهَنّدِ
لا ينفك: لا يزال، وما انفكّ ما زال، البطانة: نقيض الظهارة. العضب:
١ الخشاش: الرجل الذكي اللطيف الرأس.